2025.10.23
بعد عملية السطو.. متحف اللوفر ينقل أثمن مجوهراته إلى \ ثقافة

بعد عملية السطو.. متحف اللوفر ينقل أثمن مجوهراته إلى "مخبأ مُحصّن"


إيمان بن يمينة
منذ 4 ساعات

أفادت "فرانس 24"، نقلا عن إذاعة "آر.تي.إل" الفرنسية أن متحف اللوفر نقل بعضًا من أثمن مجوهراته إلى بنك فرنسا، بعد الصدمة التي خلفتها عملية السرقة التي استهدفت المتحف الأحد الماضي، وسط تساؤلات حول هشاشة الوضع الأمني في "رمز العظمة الفرنسية".

وجرت عملية النقل، حسب ذات المصدر، أمس الجمعة، تحت حراسةٍ مشددة من الشرطة الفرنسية، حيث نُقلت القطع الثمينة من معرض أبولو في المتحف — الذي يضم جواهر تعود للحقبة الملكية — إلى أقبية بنك فرنسا، على عمق 27 مترًا تحت الأرض.

ويقع بنك فرنسا على بُعد 500 متر فقط من اللوفر، ويضم احتياطيات البلاد من الذهب في واحد من أكثر المخابئ تحصينًا في أوروبا.

ولم يعلّق بعد كل من متحف اللوفر ولا بنك فرنسا على هذه الخطوة التي وُصفت بأنها "غير مسبوقة" في تاريخ المتحف.

الحادثة، التي هزّت صورة فرنسا الثقافية، وقعت يوم 19 أكتوبر الجاري، حين اقتحم لصوص المتحف الأكثر زيارة في العالم باستخدام رافعةٍ وتحطيم نافذةٍ في الطابق العلوي خلال ساعات العمل، قبل أن يفرّوا على دراجاتٍ نارية في عملية محيرة.

وقدّرت قيمة القطع المسروقة — وعددها ثماني قطع — بـ نحو 102 مليون دولار، وفق وسائل إعلام فرنسية، بينما ما زالت التحقيقات جارية وسط تكتم رسمي.

ورغم محاولات باريس التقليل من وقع الحادثة، إلا أن رمزيتها كانت أقوى من الجريمة نفسها.

فبينما كانت فرنسا تُفاخر بأنها “حارسة التراث الإنساني”، استيقظت فجأة على صفعةٍ من النوع الثقيل، تُسرق من قلب متحفها الوطني، بالطريقة نفسها التي نهبت بها ذاكرة الشعوب لعقودٍ طويلة.

مفارقة التاريخ

إنها مفارقةٌ تُثير السخرية قبل الاستغراب، بلدٌ لطالما نقل تماثيل ومخطوطات من الشرق والجنوب لبناء مجده الثقافي الزائف، يُسلب اليوم من ذاكرته أمام أعين العالم.

فمنذ القرن التاسع عشر، كانت فرنسا تكدّس في متاحفها التحف المنهوبة من الجزائر ومصر وإفريقيا وآسيا لتُجمّل بها وجهها الإمبراطوري.

واليوم، في زمن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، تُسرق مجوهراتها تحت عدسات الكاميرات، وأمام عجزٍ رقمي يفضح هشاشة “القوة التكنولوجية” التي طالما تباهت بها باريس.

مادة دسمة للسخرية

وفي الفضاء الرقمي، تحوّلت سرقة اللوفر إلى مادةٍ للشماتة، حيث رأى المغرّدون أنّ فرنسا اليوم تتجرع من الكأس التي طالما سقت منها غيرها؛ فبعد قرونٍ من نهبها لآثار الشعوب، جاء الدور لتُنهب آثارها على مرأى العالم.

ولم يكن الحدث مجرّد خللٍ في الأمن، بل انهيارًا رمزيًا لصورة فرنسا التي طالما قدّمت نفسها كوصيٍّ على التراث العالمي.

وفي سبع دقائق فقط، كما وصفت بعض وسائل الإعلام، انهارت أسطورة الحماية والحضارة التي تغنّت بها باريس لقرونٍ طويلة.