أكدت افتتاحية العدد 747 من مجلة الجيش الجزائري أن الجيش الوطني الشعبي يظل، بكل مكوّناته، على أتم الاستعداد لرفع كافة التحديات، في ظل وعي عميق بالرهانات الأمنية الراهنة، وإصرار راسخ على صون سيادة الوطن وتعزيز أمنه واستقراره.
وفي مستهل الافتتاحية، أبرزت المجلة ما يحظى به الجيش من ثقة القيادة العليا للدولة، وهو ما عبر عنه رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبد المجيد تبون، خلال زيارته الأخيرة لمقر وزارة الدفاع الوطني، حين أكد أن الجيش "أصبح مهاب الجانب".
وأوضح الرئيس أن هذه الهيبة قد اكتسبها الجيش عن جدارة واستحقاق بفضل تأقلمه مع العقيدة الدفاعية الحديثة ومع متطلبات الحروب السيبرانية والهجينة والذكاء الاصطناعي، واصفا إياه بأنه "مدرسة عليا للوطنية والدفاع الشرس عن حرمة التراب الوطني.
جيش وفي لعهد الشهداء ومتيقظ لصد كل التهديدات
وتبرز الافتتاحية أن الإنجازات الميدانية المحققة من قبل الجيش الوطني الشعبي ما هي إلا تجسيد لالتزامه الثابت بالوقوف سدا منيعا أمام كل محاولة للمساس بأمن البلاد وسكينة شعبها، مع التمسك الدائم بميثاق أسلافه من مجاهدي ثورة نوفمبر.
وقد جسدت العملية النوعية الأخيرة بالناحية العسكرية الخامسة هذا الاستعداد الميداني، حيث تمكنت وحدات الجيش من القضاء على سبعة إرهابيين واسترجاع أسلحة وذخائر، في عملية تابع مراحلها ميدانيا الفريق أول السعيد شنڤريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، تأكيدا على دعم القيادة العليا لجهود الجنود في الميدان.
عصرنة وتطوير متواصلان وفق رؤية دفاعية شاملة
كما تؤكد المجلة أن الجيش الوطني الشعبي يواصل، بوتيرة ثابتة ومنسجمة مع متطلبات المرحلة، مسار التحديث والعصرنة في مجالات التسليح والتكوين والتحضير القتالي، مستندا إلى إستراتيجية دفاعية متكاملة تراعي التحولات التكنولوجية والتهديدات المستجدة، وتتماشى مع المشروع النهضوي الذي تخوضه الجزائر الجديدة على مختلف الأصعدة.
انسجام داخلي ودبلوماسية متزنة في مواجهة التحديات
وفي سياق متصل، أبرزت الافتتاحية أن الجزائر تمكنت، بفضل التماسك الوطني والانسجام بين الشعب ومؤسسات الدولة، من تحقيق قفزات نوعية في مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والتنموية والدبلوماسية، رغم محاولات التعطيل من قبل أعدائها والمتربصين بها.
وقد شدد الفريق أول السعيد شنڤريحة، في كلمته بالمناسبة ذاتها، على أن "التحام الشعب مع قيادته يمثل حجر الزاوية في بناء صرح الأمن الوطني"، مثمنا الخيارات الإستراتيجية المعتمدة من قبل الدولة لترسيخ أسس الاقتصاد الناشئ وتقوية الجبهة الداخلية.
الجزائر ثابتة على العهد... والجيش صمام أمانها
واختتمت افتتاحية المجلة بالتأكيد على أن الجزائر، ورغم ما يُحاك ضدها من مؤامرات داخلية وخارجية، ستبقى شامخة بفضل وعي شعبها الأبي وتلاحمه مع جيشه الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، الذي يظل صائنا لحاضر الوطن ومستقبله، وفاء لرسالة الشهداء الأبرار وإنجازا للوعد الذي قطعه جيل الاستقلال لأرواح الأسلاف.