"خطوات صغيرة في بلاد كبيرة" كتابٌ في أدب الرحلات للكاتب والباحث والروائي الفلسطيني "مهند طلال الأخرس"، يقع في 310 صفحة من الحجم المتوسط. وهو إصدار مشترك بين "دار الفينيق" في الأردن وكندا، و"دار زاد إيديت كوم" (Z Edit Com) في الجزائر.
الكتاب يستعرض رحلته وخطواته الصغيرة "تحويسة" في الجزائر العاصمة، فيسبر أغوارها ويستحضر تاريخها وأمجادها من خلال زيارته إلى أبرز المعالم والمرافق الحضرية والتاريخية والتراثية والدينية والمراكز والمكتبات والشوارع في مدينة الجزائر. كل ذلك بأسلوب السرد القصصي الممتع والجميل.
لغة الكتاب أدبيةٌ شيقة تأخذ القارئ في سياحة تاريخية، تجعله يتجوّل في شوارع مدينة الجزائر، ويقف عند معالمها، فيستزيد معرفةً بتاريخها وأحوالها. وقد يتفاجأ القارئ بكثير من هذه القصص، لا سيما المتعلقة بالمناسبات وأسماء الأماكن والشوارع والمرافق وأسباب تسميتها بهذا الاسم أو ذاك..

"خطوات صغيرة في بلاد كبيرة" كتابُ سيرةِ الجزائر العاصمة وتاريخها وهويتها الثقافية، مع إطلالة بانورامية على الأوضاع الرياضية، والعادات والتقاليد، والمأكولات الشعبية، والأدب والأدباء، وأهم الشخصيات الفكرية والسياسية والنضالية، وحتى المقابر وتاريخها، مع إطلالة تعريفية على أهم المدفونين فيها...
ولا تقف "التحويسة" الجزائرية عند هذا الحد؛ بل تتعداها إلى استحضار تاريخ العلاقات الجزائرية الفلسطينية من خلال فصل مستفيض يستعرض كثيرا من محطات هذه العلاقة وأجمل الحقول والفصول فيها، لا سيما مع سيرة "بومدين الغوث" و"سي جلول ملايكة"، بالإضافة إلى استعراض سيرة أشهر المناضلين الجزائريين الذين قاتلوا وناضلوا في صفوف الثورة الفلسطينية...
تضمن الكتاب 29 فصلا، جاءت غنية ومزدحمة بالمعلومات والحب والمشاعر الفياضة للجزائر وتاريخها وشعبها، بحيث يصلح كل فصل أن يُعتبر مدخلاً بحثيًّا أو قصة لوحدها قابلة للتكاثر والتوالد.
وبمجموع خطوات الكاتب الصغيرة في هذه البلاد الكبيرة؛ تولدت سلسلة حكايا وفصول هذا الكتاب، والذي نسجت حروفه وطرّزت صفحاته بعناية، وهذا ما يلمسه القارئ عبر فصول الكتاب بمجملها، حتى إنه يستطيع أن يتنبأ من عناوين فصول الكتاب الفرعية الـ 29 بفحوى المحتوى ومضمونه، حيث جاءت فصول الكتاب الفرعية تحمل العناوين التالية:
إلى الجزائر مع كل الحب والتقدير، خطوات صغيرة في شوارع كبيرة، ليس كل ما يلمع ذهبا، مهمة صغيرة في بلاد كبيرة، مقام الشهيد تسابيح من حنايا الجزائر، الأنفة الجزائرية: مو لود قاسم مثالا، شخصية الجزائر الدولية، في الطريق إلى المكتبة الوطنية الجزائرية، ورد الشهداء، في المكتبة الوطنية الجزائرية، في أروقة المكتبة الوطنية الجزائرية، بلوزداد: حكاية البطل وقصة العلم، ديدوش مراد: شارع من السماء، الأيقونة والرمز: جميلة بوحيرد نموذجا، صلاة العشاء في ساحة الشهداء، أروع سائق تاكسي في العالم، الرياضة في الجزائر: صور للبطولة وحكايا للتاريخ، سيدي عبد الرحمن الثعالبي، نجوم تحت وسادة التاريخ، أكثر المقابر شهرة في الجزائر، الجزائر: تاريخ منهوب ومستقبل مسروق، لماذا نحب الجزائر أكثر، الجزائر قبلة الثوار، اللباس التقليدي، الشخشوخة، عمي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي، في الرحيل...
الكتاب قدَّم له الدكتور والكاتب والمجاهد الجزائري "محي الدين عميمور"، سليل العائلة الجزائرية المجاهدة كابرا عن كابر، والذي شغل منصب مستشار إعلامي لكل من الرؤساء: هواري بومدين ورابح بيطاط والشاذلي بن جديد، وعضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، وسفيرا للجزائر في باكستان، وعضوا في مجلس الأمة، ثم شغل منصب وزير الثقافة والاتصال في الحكومة الجزائرية، ويشغل حاليا عضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية.
الكتاب سفر نفيس في أدب الرحلات، يليق بالجزائر وعشاقها...